تخطى إلى المحتوى
الطعن في عقد تمويل تجاري في السعودية

الطعن في عقد تمويل تجاري في السعودية: متى يكون مشروعًا نظامًا؟

    واجه أحد المستثمرين في جدة نزاعًا مع جهة تمويلية بعد أن اكتشف أن العقد الذي وقّعه تضمن شرطًا ربويًا خفيًا يخالف النظام. حاول حل النزاع وديًا دون جدوى، فلجأ إلى الطعن في عقد التمويل التجاري أمام اللجنة المختصة.

    هذه الحالة تُبرز أهمية معرفة السبل النظامية لإجراءات الطعن في عقد تمويل تجاري في السعودية عندما يشوب عقد التمويل غرر أو جهالة أو مخالفة شرعية فكيف يتم وما شروطه هذا ما سوف نوضحه.

    لاستشارة محامي مختص انقر على زر الواتساب أسفل الشاشة.

    مفهوم الطعن في عقد تمويل تجاري في السعودية

    يُعد الطعن في عقد تمويل تجاري من الوسائل القانونية التي كفلها النظام السعودي لحماية المتعاملين في سوق التمويل من أي ممارسات غير مشروعة أو عقود تتضمن مخالفات شرعية أو نظامية.

    فالعقد التمويلي هو اتفاق يُبرم بين جهة ممولة (شركة تمويل أو بنك) وطرف مستفيد (منشأة أو فرد)، بهدف تقديم تمويل مقابل التزامات محددة وشروط متفق عليها.

    لكن قد يطرأ نزاع تعاقدي إذا تبيّن أن العقد تضمن غررًا أو جهالة أو ربا أو شرطًا تعسفيًا، مما يفتح المجال للطعن فيه أمام الجهة المختصة.

    فما المقصود بالطعن في عقد تمويلي تجاري من الناحية القانونية؟

    يقصد بالطعن في عقد تمويل تجاري أنه طلب قضائي يقدمه أحد الأطراف لإبطال العقد كليًا أو جزئيًا إذا ثبت أنه يخالف أحكام الشريعة الإسلامية أو نصوص نظام مراقبة شركات التمويل.

    ويهدف هذا الإجراء إلى إعادة التوازن إلى العلاقة التعاقدية ومنع استغلال أحد الأطراف للآخر، خصوصًا في الحالات التي يثبت فيها أن جهة التمويل تجاوزت ضوابط الترخيص أو أغفلت الإفصاح عن التكاليف الحقيقية للعقد.

    كما يشمل الطعن أيضًا العقود التي يكتشف فيها المتعامل مخالفة شرعية أو نظامية بعد التوقيع، مثل تضمين بنود جزائية مبالغ فيها أو احتساب أرباح بطريقة تخالف ما أقرّته اللجنة الشرعية للشركة الممولة.

    ويُعد هذا النوع من الطعون جزءًا من دعاوى الإبطال أو التظلم التمويلية التي تنظرها لجنة الفصل في المنازعات التمويلية التابعة للبنك المركزي السعودي.

    وبالتالي، فإن الطعن لا يعني دائمًا فسخ العقد بالكامل، بل قد يقتصر على إلغاء البنود المخالفة أو تعديلها لتحقيق العدالة بين الطرفين وفق الضوابط النظامية والشرعية المعمول بها.

    أسباب الطعن في عقد تمويل تجاري

    تُقبل دعاوى الطعن في عقود التمويل إذا توفرت أسباب مشروعة تدعم بطلان العقد أو أحد شروطه. فما هي أبرز الأسباب النظامية التي تبرر الطعن في عقد تمويلي؟

    أبرز الأسباب النظامية التي تبرر الطعن في عقد تمويلي هي ما يلي:

      • الغرر أو الجهالة: كأن يكون محل العقد أو مقدار التمويل مجهولًا بما يخالف مبدأ الشفافية.
      • الربا أو المخالفة الشرعية: إذ يوجب النظام توافق جميع منتجات التمويل مع أحكام الشريعة الإسلامية .
      • عدم اختصاص الممول أو غياب الترخيص: إذا تبين أن الجهة التي أبرمت العقد غير مرخصة بمزاولة نشاط التمويل.
      • الإخلال بواجب الإفصاح: كما نصت المادة 33 من نظام مراقبة شركات التمويل على ضرورة إيضاح معادلة السداد المبكر وأي تكاليف مرتبطة بالعقد.
      • تضارب المصالح أو الغش: مثل إخفاء العلاقة بين أطراف العقد.

    وتعد هذه الأسباب كافية للطعن أمام لجنة الفصل في المخالفات والمنازعات التمويلية التي أنشأها النظام للفصل في مثل هذه الحالات.

    الإجراءات النظامية للطعن في عقد تمويل

    تُعد إجراءات الطعن في عقد التمويل التجاري في السعودية منضبطة وواضحة وفق ما قرره نظام مراقبة شركات التمويل ولائحته التنفيذية، حيث نظم المشرّع آلية التظلّم ورفع الدعاوى بما يضمن حقوق الأطراف ويحافظ على استقرار التعاملات المالية.

    فكيف يتم رفع الطعن أمام المحكمة المختصة؟

    يتم رفع الطعن أمام المحكمة المختصة من خلال قيامه بما يلي:

      1. مرحلة التهيئة القانونية وجمع المستندات: تبدأ الإجراءات بمراجعة العقد وجميع ملحقاته بدقة، وحصر البنود التي يُشتبه في مخالفتها للنظام أو الشريعة، مع إعداد ملف إثبات يشمل المستندات، والمراسلات، وسندات الدفع.
      2. صياغة صحيفة الدعوى وتحديد المطالب: يُعد المتضرر أو محاميه صحيفة الدعوى موضحًا فيها بيانات الأطراف، وموضوع العقد، وأوجه الطعن النظامي والشرعي، والأساس القانوني الذي يستند إليه. ثم تُقدَّم الدعوى إلكترونيًا عبر منصة ناجز أو مباشرة أمام لجنة الفصل في المخالفات.
      3. تحديد الجهة القضائية المختصة:
        • إذا كان النزاع متعلقًا بتطبيق نظام التمويل أو بقرارات البنك المركزي، تُحال الدعوى إلى اللجنة التمويلية المختصة.
        • أما إذا كان النزاع ذا طبيعة تجارية بحتة بين شركتين أو تاجرين، فالمحكمة التجارية هي صاحبة الولاية.
      4. نظر الدعوى وتبادل المذكرات:
        بعد قيد الدعوى، تقوم اللجنة أو المحكمة بإشعار الطرف الآخر، ويُفتح المجال لتبادل المذكرات الدفاعية والمستندات، ثم تُعقد الجلسات اللازمة لسماع أقوال الطرفين واستجواب الممثلين النظاميين.
      5. البت في الطعن وإصدار القرار:
        تصدر لجنة الفصل أو المحكمة قرارها بالأغلبية، وقد يتضمن القرار إبطال العقد كليًا، أو تعديل البنود المخالفة، أو إلزام الجهة الممولة بإعادة المبالغ التي تم تحصيلها دون وجه حق.

    دور المحامي في دعاوى الطعن في عقود التمويل

    وجود محامٍ متمرس في القضايا التمويلية يعزز من فرص نجاح الدعوى، خاصة أمام لجان التمويل المتخصصة. فكيف يُحدث تدخل المحامي فرقًا في قبول الطعن أو رفضه؟

    يُحدث تدخل المحامي التجاري فرقًا في قبول الطعن أو رفضه من خلال قيامه بالتالي:

      • التكييف النظامي لعقد التمويل التجاري وتحديد ما إذا كان عقد تمويل مشروعًا أو مخالفًا.
      • إثبات العيوب التعاقدية والتمويلية من خلال تحليل البنود المالية ومقارنة نسب العائد المعلنة بالمخاطر الحقيقية.
      • صياغة صحيفة دعوى دقيقة تشمل الوقائع والنصوص القانونية المؤيدة للطعن.
      • تمثيل الموكل أمام اللجنة أو المحكمة التجارية ومتابعة الاعتراضات والاستئناف وفق الإجراءات.

    ويعتمد النجاح في هذه القضايا على الجمع بين الفهم النظامي الدقيق والقدرة على التفسير الشرعي لمعاملات التمويل.

    الأسئلة الشائعة

    ليس شرطًا إلزاميًا، لكنه مستحسن جدًا، إذ إن المحامي المختص يُحسن تكييف العقد واستنباط المخالفات النظامية بما يعزز الموقف القضائي.

    الفرق بين الطعن والبطلان في عقود التمويل هو أن الطعن قد يؤدي إلى تعديل أو إلغاء بعض البنود، أما البطلان فيؤدي إلى إلغاء العقد كليًا وإعادة الأطراف إلى الحالة التي كانوا عليها قبل التعاقد.

    إن الطعن في عقد تمويل تجاري في السعودية ليس مجرد إجراء شكلي، بل وسيلة نظامية تحفظ العدالة وتحمي المتعاملين من المخالفات الشرعية أو النظامية.

    وقد رسّخ نظام مراقبة شركات التمويل هذه المبادئ عبر ضمان عدالة التعاملات وشفافية الإفصاح وإتاحة التظلم أمام لجان متخصصة.

    في حال واجهت عقد تمويل مشكوك في نظاميته، يمكنك طلب استشارة قانونية دقيقة من مكتب محامي تجاري في السعودية عبر صفحة اتصل بنا.

    هل تبحث عن إجراءات رفع دعوى تمويل تجاري، وكيفية التفاوض مع شركة تمويل قبل الدعوى في السعودية، وتصديق العقود من الغرفة التجارية.


    المصادر:

    • نظام مراقبة شركات التمويل.
    • البنك المركزي السعودي.
    لديك استشارة قانونية؟
    تواصل مع محامي