تخطى إلى المحتوى
التفاوض مع شركة تمويل قبل الدعوى في السعودية

التفاوض مع شركة تمويل قبل الدعوى في السعودية: كيف تحل نزاعك بذكاء دون محكمة؟

    في إحدى القضايا التجارية، واجه أحد المستثمرين تعثرًا في سداد التزام تمويلي تجاه شركة تمويل مرخصة. قبل أن تتحول القضية إلى نزاع قضائي، لجأ إلى التفاوض المباشر مع الشركة، ليُتوصل إلى تسوية ودّية أنقذت المشروع من الخسارة.

    تُبرز هذه الواقعة أهمية التفاوض مع شركة تمويل قبل الدعوى في السعودية كخيار قانوني وتجاري يحافظ على المصالح المشتركة للطرفين، فإن كنت مهتماً بمعرفة كيفية التفاوض والإجراءات فتابع معنا.

    هل ترغب في استشارة محامي تجاري؟ انقر على زر الواتساب أسفل الشاشة.

    أهمية التفاوض مع شركة تمويل قبل الدعوى في السعودية

    يُعد التفاوض مع شركة تمويل قبل الدعوى في السعودية خطوة استباقية بالغة الأهمية لتفادي تعقيدات التقاضي والمخاطر المالية المترتبة عليه.

    فالكثير من المنازعات التمويلية يمكن حلها عبر الحوار المباشر والمستندات الرسمية دون الحاجة للجوء إلى لجان الفصل في المنازعات التمويلية أو المحاكم المختصة.

    ويؤكد نظام مراقبة شركات التمويل على أهمية العدالة في التعاملات وحماية المستفيدين، وهو ما يجعل التفاوض أحد الوسائل العملية لتحقيق تلك الأهداف.

    فما الفوائد القانونية والتجارية التي يحققها التفاوض المبكر؟

    التفاوض المبكر يحقق فوائد قانونية وتجارية ملموسة، من أبرزها:

      • تجنب النزاع القضائي وما يترتب عليه من تأخير في الحقوق أو تشويه السمعة المالية للطرفين.
      • تقليل التكاليف الناتجة عن أتعاب المحاماة والمصاريف القضائية ورسوم التنفيذ.
      • حفظ العلاقة التعاقدية بين العميل وشركة التمويل، خاصة إذا كان التعامل مستمرًا أو مرهونًا بمشروعات مستقبلية.
      • إظهار حسن النية من جانب العميل أو الشركة، مما يُؤخذ في الاعتبار عند نظر أي دعوى لاحقة وفقًا للمادة (30) من النظام.
      • تسريع استرداد الحقوق بطرق ودية قائمة على التفاهم بدلاً من الإجراءات القضائية المطوّلة.

    وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة النقد العربي السعودي تشجع على الحلول الودية قبل اللجوء إلى النزاع الرسمي، انطلاقًا من مبدأ حماية النظام المالي وعدالة التعاملات.

    لذا فإن التفاوض مع شركة تمويل قبل الدعوى في السعودية يُعد أداة استراتيجية ذكية للحفاظ على الحقوق وتحقيق مصلحة الطرفين دون الإضرار بالثقة المتبادلة أو سمعة النشاط التجاري.

    خطوات التفاوض مع شركة التمويل

    تبدأ مرحلة التفاوض مع شركة التمويل عندما يظهر تعثر في السداد أو خلاف حول التزامات عقد التمويل.

    وبدلًا من الانتقال مباشرة إلى رفع الدعوى، يُنصح باتباع مسار تفاوضي منظم يضمن لكل طرف إيصال مطالبه ضمن الأطر النظامية التي نص عليها نظام مراقبة شركات التمويل.

    خاصة أن النظام ألزم الشركات بالالتزام بعدالة التعاملات وحماية المستهلك، وتهدف هذه الخطوات إلى توثيق التواصل الرسمي وتقديم حلول مالية واقعية قبل تفاقم النزاع.

    فما الخطوات العملية والنظامية للتفاوض بشكل رسمي وفعّال؟

    الخطوات العملية والنظامية للتفاوض بشكل رسمي وفعّال هي كالتالي:

      1. تقديم إخطار خطي رسمي: يبدأ العميل أو ممثله القانوني بمخاطبة الشركة الممولة بخطاب موضح فيه أسباب التعثر أو الاعتراض، ومرفقًا بالمستندات المؤيدة، مثل جدول السداد أو الفواتير السابقة.
      2. تقديم طلب تسوية مكتوب: يرسل العميل طلبًا محددًا يتضمن مقترحاته (مثل إعادة الجدولة أو خصم الأرباح المتراكمة)، على أن يتم عبر البريد الإلكتروني الرسمي أو المنصة الإلكترونية للشركة لضمان التوثيق.
      3. تحديد مهلة للرد والتفاوض: تمنح الشركة عادة فترة زمنية محددة للرد أو الدعوة إلى اجتماع رسمي لمناقشة الحلول المقترحة.
      4. توثيق محاضر الاجتماعات والمراسلات: يجب حفظ جميع المراسلات ومحاضر التفاوض لأنها تعد أدلة نظامية في حال فشل التسوية ورفع النزاع لاحقًا أمام لجنة الفصل في المنازعات التمويلية.
      5. صياغة اتفاق مبدئي أو تسوية مكتوبة: إذا تم التوصل إلى اتفاق، يُوثّق بمحضر أو عقد تسوية يتضمن البنود المالية الجديدة، ويُعتمد من الطرفين، ويمكن توثيقه إلكترونيًا عبر وزارة العدل لضمان قوته التنفيذية.
      6. الاستعانة بمحامٍ مختص في التمويل: لضمان سلامة الصياغة النظامية وتجنب أي تنازلات غير مقصودة، إذ يملك المحامي الخبرة في تفسير الأنظمة.

    بهذه الخطوات، يكون التفاوض منظمًا وموثقًا بما يحقق العدالة ويحافظ على العلاقة التعاقدية، ويمنح الطرفين فرصة حقيقية لتسوية الخلاف دون الدخول في إجراءات دعوى مكلفة وطويلة.

    الخيارات الممكنة في مرحلة التفاوض

    تُعد مرحلة التفاوض مع شركة التمويل فرصة حقيقية لإيجاد حلول مرنة توازن بين مصلحة العميل في تخفيف العبء المالي، ومصلحة الشركة في استرداد حقوقها دون تأخير.

    فبدلًا من الجمود في مواقف الطرفين، يمكن اقتراح بدائل مالية ونظامية معترف بها نظامًا، بما يحقق العدالة والاستقرار المالي وفق أحكام نظام مراقبة شركات التمويل.

    ما البدائل التي يمكن اقتراحها أثناء التفاوض مع الجهة الممولة؟

    البدائل التي يمكن اقتراحها أثناء التفاوض مع الجهة الممولة هي كالتالي:

      • إعادة الجدولة: وهو الخيار الأكثر شيوعًا، حيث يتم تمديد فترة السداد أو تقليل قيمة الأقساط الشهرية لتتناسب مع القدرة المالية الحالية للمستفيد، مع الالتزام بعدم فرض أي رسوم إضافية غير منصوص عليها في العقد أو النظام.
      • خصم جزء من المبالغ أو الأرباح: يمكن أن توافق الشركة على خصم نسبة من الأرباح أو الرسوم الإدارية المتراكمة مقابل السداد الفوري أو دفعة مقدمة، ويُوثّق ذلك بمحضر تسوية رسمي.
      • تمديد المهلة دون فوائد إضافية: في الحالات التي يثبت فيها أن التعثر كان لأسباب قهرية أو طارئة، يجوز منح مهلة إضافية للسداد دون فرض غرامات تأخير، تعزيزًا لمبدأ العدالة المنصوص عليه نظامًا.
      • تسوية جزئية أو اتفاق مقسط: يتفق الطرفان على سداد جزء من المديونية مع جدول زمني جديد، بحيث تُسقط الشركة باقي المبلغ بعد التنفيذ الكامل للاتفاق.
      • تحويل الالتزام إلى طرف آخر (نقل التمويل): يمكن، بموافقة الشركة، أن يتولى طرف ثالث التزامات العقد، وهو إجراء نظامي شائع في التمويلات التجارية.
      • التحكيم أو الوساطة المالية: في حال تعثر الاتفاق المباشر، يمكن اقتراح اللجوء إلى وسيط مالي معتمد من مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) قبل رفع الدعوى، لتقريب وجهات النظر.

    هذه البدائل ليست مجرد حلول مالية، بل أدوات نظامية لحماية العلاقة التعاقدية ومنع النزاع من الوصول إلى مرحلة التقاضي، بما ينسجم مع أهداف النظام في تعزيز استقرار القطاع التمويلي وعدالة التعاملات بين الممول والمستفيد.

    دور المحامي في التفاوض مع شركة التمويل

    يلعب المحامي التجاري المختص في القضايا التمويلية دورًا جوهريًا في إدارة المفاوضات بين العميل وشركة التمويل، خصوصًا عندما تتعقد الأمور أو تتداخل الالتزامات النظامية بالعقود المالية.

    فالتفاوض في هذا النوع من القضايا لا يقتصر على العرض والطلب، بل يتطلب فهمًا دقيقًا لأحكام نظام مراقبة شركات التمويل.

    كيف يعزز تدخل المحامي فرص التوصل إلى تسوية منصفة؟

    يعزز تدخل المحامي فرص التوصل إلى تسوية منصفة من خلال قيامه بما يلي:

      • إدارة التفاوض بصفة مفاوض قانوني: يمثل المحامي العميل أمام الشركة بصفة رسمية، ويعرض موقفه القانوني مدعومًا بالأسانيد النظامية التي تُظهر حسن النية وتحفظ الحقوق.
      • صياغة عروض التسوية والاتفاقات: يتولى المحامي إعداد مقترحات مكتوبة أو ملاحق تعاقدية بصياغة نظامية دقيقة تضمن وضوح الالتزامات والمهل الزمنية وتمنع إساءة التفسير أو الاستغلال.
      • حماية الحقوق النظامية: يراجع المحامي جميع البنود المتعلقة بالفوائد، أو الغرامات، أو البنود التعسفية التي قد تخالف الأنظمة.
      • التوثيق والإثبات النظامي: يحرص المحامي على توثيق المراسلات ومحاضر الاجتماعات ومحاضر الاتفاق لضمان حجيتها القانونية أمام لجنة المنازعات التمويلية أو المحاكم المختصة إذا لم تُكلل التسوية بالنجاح.
      • تقييم جدوى التسوية: يساعد المحامي العميل على مقارنة كلفة التسوية بمخاطر التقاضي، ليتم اتخاذ القرار بناءً على مصلحة قانونية وتجارية مدروسة.

    وبذلك، لا يقتصر دور المحامي على الدفاع بعد نشوء النزاع، بل يمتد إلى الوقاية القانونية عبر إدارة تفاوض احترافي يحمي الأطراف ويعزز فرص الوصول إلى حل ودي عادل ومستدام.

    الأسئلة الشائعة

    لا، لكن المادة 22 من نظام مراقبة شركات التمويل تلزمها باعتماد ضوابط عدالة التعاملات وحماية المستهلك، ما يعني ضرورة التعامل بشفافية مع طلبات التسوية.

    نعم وجود المحامي ضروري في مرحلة التفاوض، لأنه يوفر حماية قانونية من أي التزامات غير عادلة ويزيد فرص الوصول إلى اتفاق متوازن.

    التفاوض مع شركة تمويل قبل الدعوى في السعودية خطوة قانونية رشيدة تتيح للأطراف تسوية النزاع ودياً، وتمنع تفاقم الخلافات المالية.

    يعتمد نجاح التفاوض على وضوح الموقف القانوني، وحسن إدارة التواصل، ووجود مستشار قانوني يحمي مصالحك.

    للاستشارة أو تمثيلك في التفاوض مع شركات التمويل، يمكنك التواصل مع مكتب محامي تجاري في السعودية عبر صفحة اتصل بنا.

    قد تسأل عن المطالبة بسداد قرض تجاري في السعودية، وإلغاء عقد تمويل تجاري قبل السداد في السعودية، كذلك التقديم على تمويل تجاري للشركات في السعودية.


    المصادر الرسمية:

    • نظام مراقبة شركات التمويل.
    • وزارة العدل السعودية.
    • مؤسسة النقد العربي السعودي.
    لديك استشارة قانونية؟
    تواصل مع محامي