في خضم التنامي المتسارع لحركة التجارة في السعودية وانفتاحها المتزايد على الاستثمارات الأجنبية، تبرز العقود الدولية كأداة محورية لتحقيق التنمية الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل.
ولكن كيف يمكن ضمان سلاسة تنفيذ هذه العقود وتسوية أي خلافات قد تنشأ عنها بكفاءة وفعالية، من خلال هذا المقال سنتعرف على كل ما يخص التحكيم والعقود الدولية في السعودية، فتابع معنا.
لاستشارة محامي قضايا تحكيم، انقر على زر الواتساب أسفل الشاشة.
جدول المحتويات
التحكيم والعقود الدولية في السعودية.
تزداد أهمية العقود الدولية كأداة لتنظيم العلاقات التجارية والاستثمارية التي تبرم بين أطراف تنتمي إلى جنسيات مختلفة. ومع تعقد هذه العقود وتشابك مصالح الأطراف، يبرز التحكيم كنظام قانوني بديل عن القضاء، يتم بوجبه اتفاق الأطراف على إحالة نزاع قائم أو محتمل بينهما إلى هيئة تحكيمية للفصل فيه.
الشروط الشكلية والموضوعية لاتفاق التحكيم
حتى يكون اتفاق التحكيم صحيحًا ونافذًا في السعودية، يجب أن يستوفي شروطًا شكلية وموضوعية محددة:
الشروط الشكلية
- الكتابة: نص نظام التحكيم السعودي صراحةً في المادة 9 على ضرورة أن يكون اتفاق التحكيم مكتوبًا وإلا كان باطلًا. حيث يمكن أن يكون هذا الاتفاق في صورة شرط تحكيم وارد في العقد أو صورة مشارطة تحكيم مستقلة.
- موافقة رئيس مجلس الوزراء: نصت المادة 10 على عدم جواز الاتفاق على التحكيم للجهات الحكومية إلا بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء.
- الوضوح: يجب أن يكون اتفاق التحكيم واضحًا ومحدد في دلالته على إرادة الطرفين في إحالة النزاعات المحتملة أو القائمة.
الشروط الموضوعية
- الأهلية: يشترط في أطراف اتفاق التحكيم أن يكونوا ممن يملكون التصرف في حقوقهم سواء كانوا أشخاص طبيعيين أو من يمثلهم أم أشخاص اعتباريين بحسب المادة 10 من نظام التحكيم الجديد.
- الرضا: يجب أن يكون رضا الأطراف على إبرام اتفاق التحكيم صحيحًا وخاليًا من أي عيوب الإرادة كالغلط أو التدليس أو الإكراه.
- المحل: يجب أن يكون النزاع الذي اتفق الأطراف على إحالته إلى التحكيم من المسائل التي يجوز فيها التحكيم قانونًا. حيث أشارت المادة 2 من نظام التحكيم على عدم الإخلال بأحكام الشريعة الإسلامية وأحكام الاتفاقيات الدولية التي تكون السعودية طرفًا فيها، كما نصت على عدم سريان النظام على المنازعات المتعلقة بالأحوال الشخصية والمسائل التي لا يجوز فيها الصلح.
- السبب: يجب أن يكون السبب مشروع وغير مخالف لأحكام الشريعة الإسلامية وفق لما قرره نظام التحكيم الجديد.
دور التحكيم في حل النزاعات المتعلقة بالعقود الدولية.
في سياق العقود الدولية في النظام السعودي، يلعب التحكيم دورًا محوريًا في تسوية المنازعات التي قد تنشأ بين الأطراف ذوي الجنسيات المختلفة. ويمكن تلخيص دور التحكيم والعقود الدولية في السعودية في النقاط التالية:
- الحياد: في العقود الدولية غالبًا ما يكون أطراف النزاع من دول مختلفة ويخضعون لأنظمة قانونية متباينة. لذلك يلعب التحكيم دورًا في توفير هيئة تحكيمية محايدة ومستقلة عن النظام القضائي لأي من أطراف النزاع. حيث نصت المادة 15 على إمكانية الأطراف اختيار المحكمين، مما يعزز الثقة في عدالة الإجراءات والقرار النهائي.
- السرعة: تتميز إجراءات التحكيم التجاري الإلكتروني عادةً بالسرعة والمرونة مقارنةً بإجراءات المحاكم التقليدية التي قد تستغرق الكثير من الوقت قبل البت في النزاع.
- الخبرة المتخصصة: كما تكلمنا سابقًا أن نظام التحكيم السعودي أتاح للأطراف اختيار المحكمين. مما يمكنهم من اختيار محكمين لديهم خبرة متخصصة في طبيعة العقد، مما يضمن فهمًا أعمق للنزاع وإصدار حكم مستند إلى معرفة متخصصة، لأن غالبًا ما تكون العقود الدولية تنطوي على مسائل فنية وتجارية معقدة.
- المرونة في اختيار الإجراءات: أعطى نظام التحكيم وفق المادة 25 الأطراف حرية الاتفاق على الإجراءات التي ستتبعها هيئة التحكيم. مما يسمح بتصميم إجراءات تناسب طبيعة النزاع وتراعي مصالح الأطراف المختلفة.
- السرية: تتميز إجراءات التحكيم بالسرية، مما يجعلها تحافظ على سمعة الأطراف وأسرارهم التجارية والحفاظ على العلاقات التجارية بين الأطراف المتنازعة.
تحديات التحكيم في العقود الدولية في المملكة.
على الرغم من المزايا الكثيرة التي يوفرها التحكيم في تسوية المنازعات الناشئة عن العقود الدولية. إلا أنه يواجه بعض التحديات ومن أبرزها:
- قد تضم هيئة التحكيم في السعودية محكمين لا يحملون تأهيلًا في العلوم الشرعية والنظامية، وبالرغم من اشتراط نظام التحكيم في المادة 14 على حصول المحكم على شهادة جامعية في العلوم الشرعية أو النظامية. ولكن هذه المادة اقتصرت على رئيس الهيئة فقط في حال تعدد المحكمين. والتحدي يكمن في أن من لا تأهيل له في العلوم الشرعية أو النظامية لا يعلم عادةً في أصول التقاضي أو في الالتزام في العمل بها.
- قد تكون تكاليف التحكيم مرتفعة في بعض الحالات، خاصةً مع غياب وجود أي ضابط أو معيار محدد لتحديد أتعاب المحكمين مما قد يؤدي إلى مبالغة كبيرة في تحديد الأتعاب وتشكيل عبء على بعض الأطراف.
- لا يزال هناك حاجة على اتخاذ خطوات جدية بزيادة الوعي بأهمية التحكيم ومزاياه بين الشركات والمستثمرين الأجانب والعرب. وتشجيعهم على تضمين شروط التحكيم واضحة في عقودهم الدولية.
نصائح قانونية لصياغة عقود دولية فعالة في السعودية.
حتى يتم صياغة عقود دولية فعالة وقادرة على حماية حقوق الأطراف وتقليل احتمالية نشوء نزاعات. إليك بعض النصائح القانونية الهامة التي يجب مراعاتها:
- يجب تحديد الأسماء القانونية الكاملة للأطراف وعناوين المقرات الرئيسة للأطراف المتعاقدة لتجنب أي لبس أو نزاع.
- التأكد من أهلية جميع الأطراف وقدرتهم على إبرام مثل هذه العقود.
- التأكد من وجود المستندات القانونية التي تثبت وجود وصفة الأطراف المتعاقدة مثل السجل التجاري أو عقد التأسيس.
- تضمين شرط تحكيم مفصل يحدد بوضوح رغبة الأطراف في إحالة نزاعاتهم الناشئة عن العقد إلى التحكيم، بالإضافة إلى لغة ومكان التحكيم وإجراءاته.
- تضمين بنود واضحة عن مسؤولية كل طرف في حال الإخلال في التزاماته.
- من المهم تحديد حالات إنهاء العقد وشروط وإجراءات الإنهاء.
- يجب التأكد من أن بنود العقد تتوافق مع الأنظمة واللوائح المعمول بها.
- من الضروري الاستعانة بمحامٍ متخصص في العقود الدولية لمراجعة وصياغة العقد قبل توقيعه لضمان عدم الوقوع في مخاطر قانونية في المستقبل.
الأسئلة الشائعة حول مقالنا التحكيم والعقود الدولية في السعودية.
وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان التحكيم والعقود الدولية في السعودية.
مؤكدين على أهمية الاستعانة بأفضل محامينا المتخصصين في قضايا التحكيم الدولية ليقدموا لك أفضل الخدمات القانونية اللازمة.
قد تسأل عن التعامل مع التحكيم التجاري الدولي في السعودية، وكيفية التحكيم في منازعات عقود الاستثمار. وما يخص حجية حكم التحكيم التماس اعادة النظر، كذلك شروط وجوانب بطلان عقود الشراكة، وأعرف بنود التحكيم في العقود الدولية.
المراجع: نظام التحكيم.

- محامٍ متميز يتمتع بخبرة واسعة في مجال القانون والقضايا المتعلقة بالأعمال التجارية في المملكة العربية السعودية.
- يملك معرفة عميقة بالتشريعات والقوانين السعودية، بالإضافة إلى القدرة على تقديم الاستشارات القانونية ذات الجودة العالية للعملاء.
- بالإضافة إلى عمله كمحامي، يعمل أيضًا ككاتب في موقع محامي تجاري معروف في السعودية، حيث يساهم في نشر المعرفة القانونية والتوعية بالقوانين المحلية والدولية المتعلقة بالأعمال التجارية.
- يقوم بكتابة مقالات ومحتوى قانوني مفيد للقراء والعملاء، مما يعزز مكانته كمصدر موثوق به في المجال القانوني والتجاري في المملكة العربية السعودية.